تفاصيل المدونة

الجدارات الذهنية

من المصطلحات التي ترددت مؤخرا مصطلح الجدارات بالرغم من أنه مصطلح يعود للسبعينيات من القرن الماضي. لكن يبدو أن المواصفة أيزو 10015:2019قد أحيت هذا المصطلح وأظهرت أهميته لدى أصحاب الأعمال وأيضا لدى القائمين على كل ما يهم الموارد البشرية ويدعم رفع كفاءتها.
كما وأنه من المعلوم للكافة أن الجدارات الذهنية، أو ما يسمى بالقدرات العقلية، تسهم في التفوق والإبداع والابتكار. وقد نلاحظ ارتفاع بعض القدرات عند أفراد معينين، ووقوع البعض منها في النطاق المتوسط، وانخفاض بعضها الآخر. وهذا الانخفاض من شأنه أن يؤدي إلى تخلف أداء الفرد وتدهوره ويفسر تعثر الفرد في ممارسة الأنشطة الدالة على تلك القدرات أثناء أدائه للمهام اليومية الملقاة على عاتقه.

من الجدارات الذهنية نرصد ثلاث هي القدرة على التفكير الابتكاري والتفكير التحليلي أو الناقد والتحليل الإدراكي.
أولا: التفكير الابتكاري

هو القدرة على الإبداع والابتكار في إيجاد حلول جديدة لمشاكل قديمة موجودة أو أخرى طرأت مؤخرا. ومن عناصر هذا التفكير وأدواته ما يلي:
- الخيال الخصب الذي يخرج علينا بأكثر من رؤية أو حل.
- سرعة البديهة والحضور الذهني والحساسية للمشكلات أي القدرة على تحديد أسبابها وتحليلها.
- الثقة بالنفس والتماسك في مواجهة المشكلات أي ما يسمى التوازن الانفعالي.
- القدرة على تحمل مسؤولية القرار المتخذ وتبعاته.
- التمعن في الأفكار الجديدة والنظر في اختيار ما يناسب منها لحل المشاكل الموجودة أو تحديد سبل مواجهتها.
- تقديم أفكار غير مألوفة لفريق العمل أو للمدير المسئول بما يفتح مجالا فجاد حلول ابتكارية.
- المرونة في التفكير وتقبل كل ما هو جديد من الأفكار والمقترحات.
- كثرة التساؤل عما يحدث والبحث عن أسباب ذلك وبالتالي كيفية التصرف حياله.
ثانيا: التفكير التحليلي أو التفكير الناقد
وهو التفكير الذي يحلل المواقف أسبابها ونتائجها وينقد التصرفات إيجابا وسلبا، وهو تفكير مطلوب في أحيان كثيرة للتعرف على الاتجاهات واختيار أحدها. ومن عناصره وأدواته:
 التعرف على دقة الاستنتاجات وصحتها بعد فحص الموقف وتحليله على الوجه المطلوب.
 التمييز بين الحقيقة والخيال وبين الحدث والرأي والفصل بينها جميعا.
 تحديد المعلومات المرتبطة وغير المرتبطة بالموضوع لوضح أكثر وتركيز أفضل.
 المقارنة بين وجهات النظر المتعارضة معطيا الأسباب لدحض أحدها أو لتأييد أخرى.
 مناقشة القضايا وتقويم الحجج لدعم الرأي أو الرأي الآخر بالإثباتات والقرائن الدامغة.
 السعي وراء التفاصيل الدقيقة للوصول إلى التحليل الأقوام للمواقف والتصرفات.

ثالثا: التفكير الإدراكي:
هو التفكير الذي يدرك ما بين السطور ويقرأ خلفيات المواقف والاتجاهات ويعمل العقل فيها للوصول إلى أقرب ما تكون الحقيقة. ومن عناصره وأدواته:
 القدرة على الربط بين الخبرات السابقة واللاحقة والمقارنة بينهما بوعي وإدراك.
 القدرة على فهم دوافع الاخرين وأسباب اتخاذهم موقف دون آخر.
 الذكاء الشخصي والاجتماعي الذ يؤثر ويتأثر بالعلاقات وقوتها أو ضعفها.
 التوازن الانفعالي عند مواجهة المشكلات والأزمات بعد إدراك نتائجها وربطها بأسبابها.

سبل دعم التفكير لدى الأفراد:
إذن كيف تدعم الإدارة العليا والوسطى العاملين بالمؤسسة لرفع كفاءتهم في استخدام أي من أنواع التفكير الثلاث؟ هذا ما نوصي به في السطور التالية.
 تشجيع العاملين لإبداء التساؤل باستمرار عن تطبيقات النظريات/المبادئ خاصة تلك الجديدة والتي تتطلب نوعا من التفكير الإيجابي.
 تحفيز العاملين للحرص على اكتساب المعرفة واكتساب المهارات عن طريق توفير الفرص التدريبية والمشاركة بالندوات والمؤتمرات ولقاءات المعنيين بأعمال المؤسسة.
 إشراك العاملين في جلسات تحليل المشكلات المرتبطة بالعلاقات الاجتماعية وتقديم الاقتراحات لاختيار أفضل الحلول لها.
 الحرص على ملاحظة السلوك الإنساني والاستفادة من الخبرات المستمدة من تلك الملاحظة في فهم السلوك الإنساني للعاملين وعلى إدراك المواقف ووضع تصور للتصرف تجاهها.

وبالله التوفيق،