يخلط كثير من المثقفين والعاملين فى مجال التدريب أيضاً بين المادة المعرفية وبين المادة التدريبية والواقع أن بينهم فرق كبير.
المادة المعرفية هى كتاب أو بحث أو منشور علمى يعرض معلومات أو مفاهيم أو معارف تجاه موضوع معين يهدف لإكساب القارئ معرفة وعلم .
بينما أن مادة التدريب رغم أنها مشتقة من رحم المادة المعرفية إلا أنها علم مصاغ بصورة لا تقتصر على نقل المعرفة فحسب فالأهم أنها توجه المتدرب لسلوك ونهج مهنى جديد وكذلك فإنها تهدف لإكساب المهارات والأساليب المستهدفة من موضوع التدريب .
ومن ذلك نستنتج حقيقة هامة ينبغى الاهتمام بها وهى أن التعليم يهدف فى الأساس لإضافة معارف ومفاهيم للمتعلم كحصيلة معرفية فى تخصص معين ومصدرها الكتاب أى المادة المعرفية ،بينما التدريب هو الأداة الفاعلة فى دعم سوق العمل وتحويل تلك المعرفة لمهارات وإجراءات وطرق لتنفيذ المهام ودعم المجال المهنى الذى يمارسه المتدرب .
لذلك ينبغى أن تحرص الدول الراغبة فى تحقيق تقدم ودفع عجلة الإنتاج أن تمزج بين التعليم والتدريب وأن تجعل التدريب يمارس وفق معايير قياسية تكفل له تحقيق الهدف المرجو ،وهذا ما انتهجته معظم الدول المتقدمة .
ونأمل أن يعى العاملون فى مجال التدريب هذا جيداً وهو أن التدريب رسالة وآداة فاعلة لرقى الوطن وليست مجرد صناعة للكسب وهذا ما نسعى لتحقيقه فى المجلس الوطنى للتدريب والتعليم الهادف لتطوير التعليم وضبط إيقاع التدريب وفق المعايير القياسية المتبعة عالمياً .