تفاصيل المدونة

نظام إدارة المؤسسات التعليمية ومراكز التدريب

سألني أحد الزملاء : هل هناك ضرورة لتطبيق نظام إدارة المؤسسات التعليمية في مراكز التدريب؟ أو بمعنى آخر : لماذا يجب أن تهتم مراكز التدريب ذات الحجم الصغير باتباع إرشادات تطبيق المواصفة؟
الحقيقة أن السؤال كان مفاجئا لي بقدر ما هو سؤال هام ترد عليه المواصفة ذاتها حيث جاء في متنها أن هناك حاجة ماسة للمؤسسات التي تقدم منتجات وخدمات تعليمية وتدريبية لأن تقيم مدى تلبيتها لاحتياجات الطلاب والمستفيدين الآخرين والأطراف المعنية من هذه المنتجات والخدمات، ومن ثم تسعى لأن تحسن سبل إدارتها لعملياتها وإجراءاتها وأنشطتها ومن قدراتها على تلبية هذه الاحتياجات تحقيقا لرضا المعنيين بخدماتها التعليمية والتدريبية. وعلى الرغم من أنه قد يبدو أن المستفيدين هم المؤسسات التعليمية والتدريبية ذاتها وطلابها إلا أن هناك العديد من الأفراد والجهات الأخرى مباشرين وغير مباشرين سوف يستفيدون قطعا من وجود نظام تعليمي وتدريبي يمكن قياسه وله معايير تنطبق على جميع مقدمي الخدمة وعلى كافة المستويات مثل الجامعات والأكاديميات العلمية ومراكز البحوث ومراكز التدريب والمدارس وصولا إلى الحضانات ومثيلاتها.
وقد قامت هيئة التقييس الدولية الأيزو بإصدار مواصفة لتنظيم العملية التدريبية وهي 29990 في وقت سابق ثم نسختها بإصدار المواصفة الحالية وهي مواصفة الأيزو 21001-2018 لتحل محلها وتغطي كافة احتياجات العاملين والمعنيين بالمجالين التعليمي والتدريبي.
وفي دراسة أجرتها الدكتورة رشا عبد اللطيف، الإعلامية المعروفة والمدربة المعتمدة من اتحاد الإذاعة والتليفزيون والمعنية بمجال تدريب الإعلاميين، خلصت إلى أنه توجد العديد من مميزات الأيزو 21001 التي يمكن أن تستفيد منها المؤسسات التعليمية والجامعات والمراكز التدريبية في زيادة فعالية وكفاءة وجودة العملية التعليمية والتدريبية تتمثل فيما يلي :-
1- اعتماد وثيقة الأيزو 21001 على تطبيق اجراءات ومعايير محددة لضمان جودة وكفاءة وفعالية المؤسسات التعليمية والتدريبية سواء على مستوى الأداء أو الإدارة أو المشتغلين بالعملية التعليمية والتدريبية والمتعلمين والمخرجات الناتجة من المنظمة التعليمية والتدريبية لتحقيق أفضل النتائج وتجنب أقل الخسائر.
2- توفر هذه الوثيقة معايير تفصيلية بشأن تحسين كافة العمليات الخاصة بنظم إدارة العملية التعليمية والتدريبية.
3- توفر هذه الوثيقة معايير خاصة بالرعاية بذوى الاحتياجات الخاصة في التعليم والتدريب.
4- توفر الوثيقة اجراءات من شأنها تأخذ في الاعتبار التطورات التعليمية والتدريبية والعلمية والتقنية أي مواكبة كل التطورات في مجالات التعليم المختلفة .
5- توفر الوثيقة اجراءات محددة بشأن التخطيط الاستراتيجي للمؤسسات التعليمية والتدريبية وكيفية وضع اهداف وتحقيقها وتوفير كافة الموارد اللازمة لتحقيقها على أرض الواقع .
6- تتيح الوثيقة اجراءات السلامة والأمان للمؤسسات التعليمية والتدريبية من حيث المتعلمين والمتدربين و المعدات والأجهزة والمرافق .
7- تقيس الوثيقة مدى رضا المتعلمين والمتدربين وكذلك الموظفين بالمؤسسات التعليمية والتدريبية وفق اجراءات ومعايير قابلة للتطبيق .
8- توفر الوثيقة معايير اختيار الموارد البشرية اللازمة لإدارة المؤسسات التعليمية والتدريبية بكفاءة وفعالية .
9- تضع الوثيقة معايير للتوظيف واختيار الموظفين .
10- تضع الوثيقة معايير كفاءة الأشخاص الذين يؤثرون على أداء المنظمات التعليمية والتدريبية والتأكد من مدى تأهيلهم على أساس التعليم والتدريب والخبرة .
11- توفر الوثيقة معايير لتقييم أداء الموظفين وكذلك المتعلمين والمتدربين .
12- تقدم الوثيقة معايير لتحديد متطلبات الخدمات التعليمية والتدريبية سواء الحالية أو المستقبلية .
13- تمنح الوثيقة معايير لتطوير المنظمات والخدمات التعليمية والتدريبية.
14- توفر الوثيقة اجراءات للحفاظ على بيانات ومعلومات المتعلمين والمتدربين .
15- تقدم الوثيقة اجراءات بشأن توثيق كافة الوثائق والمستندات الخاصة بالمنظمة التعليمية والتدريبية.
16- تضع الوثيقة معايير للتعامل مع الشكاوي والتظلمات .
من هذه الدراسة يتبين لنا إجابة السؤال الذي بطبيعة الحال لابد وأنه قد مر على مخيلة أصحاب المراكز التدريبية والعاملين فيها وبحثوا عن إجابته. الإجابة: نعم المراكز التدريبية هي في أشد الحاجة لوضع نظام إدارة لتنظيم عملها وتطوير أساليبها ولتقديم خدمة تدريبية وفق معايير دولية أصبحت لابد منها لجميع العاملين في مجال تقديم الخدمات التعليمية والتدريبية,