تفاصيل المدونة

التعلم بين التطوير والواقع

يجب أن يكون للتعليم فلسفة ورؤية استراتيجية لا تتغير بتغير رأس المنظومة التعليمية أو الكوادر القائمة عليه بل تكون سياسة ونهج قد تتغير آلية تنفيذه أو أولويات التنفيذ ولكن لا تتغير الرؤية.
لقد كثر الحديث عن فلسفة التعليم في مصر خاصة أن هناك خلط بين العديد من المفاهيم وكذلك ضعف الثقافة لدى أولياء الأمور بمصر،وهنا سوف نتحدث عن بعض النقاط الهامة التي قد تساعد على الفهم الصحيح لما يحدث وما هو مستهدف للتعليم في مصر.
أولا رؤية ٢٠٣٠ للتعليم بمصر:
لقد حرصت السلطة السياسية متمثلة في مبادرة فخامة رئيس الجمهورية (عبد الفتاح السيسي) برؤية مصر في المستقبل القريب بأن يتغير المخرج من التعليم عبر وضع سياسات ونظم تغير المتعلم وكذلك السير عبر نهج النظم العالمية لجودة التعليم لتغيير صورة مصر في خارطة التعليم العالمية وذلك بهدف أن يخدم الخريج نفسه ويدعم سوق العمل.
ثانيا فلسفة التعلم الحديث:
ومن هنا كانت التوصية بأن يكون للتعليم فلسفة ورؤية استراتيجية لا تتغير بتغير رأس المنظومة التعليمية أو الكوادر القائمة عليه بل تكون سياسة ونهج قد تتغير آلية تنفيذه أو أولويات التنفيذ ولكن لا تتغير الرؤية.
وكانت تلك الفلسفة بأن يكون التعليم قائم على أن يحصل الطالب على معلومات ومفاهيم ومهارات تجعله يمتلك ثقافة ومعرفة علاوة على مهارات سوق العمل المستقبلي له وكذلك الانتماء للوطن والتواصل
الإيجابي مع المجتمع المحيط وذلك من خلال تغيير المناهج والأساليب والاستراتيجيات لأول مرة من سنوات طويلة.
ثالثا التعليم والتعلم:
وهذان المصطلحان غاية في الدقة لذلك نختم حديثنا معكم بغية منح أولياء الأمور ثقافة تربوية تساعدهم على فهم الهدف من التطوير.
التعليم يهدف لإكساب المتعلم المعارف عبر التلقين من المعلم وطرح المعلومة في صورة مادة علمية بحته ومجرده.
بينما التعلم يهدف لأن يكون المتعلم فاعلا ومشاركا مع المعلم في اكتساب المعلومة والتفكير والتعامل مع المعوقات والقدرة على البحث والتنقيب والنقاش والمرونة في إبداء الرأي مما يكسبه فيضا من المهارات والقدرات التي لا تكسبه مجرد المعلومة بل تصنع له شخصية قادرة على اتخاذ القرارات وحل المشكلات عوضا عن المعلومات والخلفية في تخصصات علمية تخدم مستقبله.
لذلك من منطلق دور المجلس الوطني للتدريب والتعليم لدعم توجهات الدولة ندعو أولياء الأمور والطلاب والمهتمين بالتعليم متابعتنا في سلسلة من الرسائل التوعوية الهادفة لتغيير الثقافات ودعم فكرة تطوير التعليم الذى يعد عماد النهضة المرتقبة التى تضعنا في مصاف الدول المتقدمة بما يليق بتاريخنا ودورنا الحضاري على مر العصور.