تفاصيل المدونة

الإدارة بالحب نحو الإنجاز الأفضل

الإدارة بالحب تعتبر من أساليب الإدارة الناجحة التى يجب إتباعها لإدارة جميع مؤسسات الدولة وكذلك القطاع الخاص لأنها تعزز من ثقة الإدارة بكادر المؤسسة وتعزز أقوى رابط انساني بين البشر وهو الحب .
يتم إدارة مؤسسات القطاع العام والخاص بأساليب وطرق مختلفة ليس من بينها هذا الأسلوب الراقي وهو أسلوب الإدارة بالحب . الحب بمعناه الواسع هو الإحترام و التقديرو التضحية وحب الاخر .خاصة وأن جميع الأديان السماوية تؤكد على ذلك بشكل متطور فمن المبادئ الدينية العريقة هي حب الآخر (حب لأخيك ما تحب لنفسك).
وبنظرة بسيطة لآليات إدارة المؤسسات نجد أن المؤسسات التي تدار دون قناعه ودون حب وبطريقة جافة يتوغل فيها الفساد وإنعدام الثقة وتنهار تلك المؤسسات وبالعكس المؤسسات التي يتم إدارتها بالاحترام والتقدير والحب هي اكثر إنجاز وخالية من الفساد وتحقق انجاز أفضل .
بإمكاننا جميعاً تجربة هذا الأسلوب الراقي وهو أسلوب الإدارة بالحب سنلاحظ أن هناك فرق كبير وإنجاز متطور.
مما لاشك فيه أن هناك أهمية لوضع اللوائح التنظيمية والتعاميم الإدارية لإدارة المؤسسات لكن لتنفيذها بأفضل أسلوب هو أسلوب الإدارة بالحب .لأن جميع كادر المؤسسة ستذوب بينهم حواجز إنعدام الثقة وسيسعى الجميع لتحقيق هدف المؤسسة لانهم ببساطة يحبون المؤسسة ككيان وأيضاً البشر الذي يعملون فيها ويسعى الجميع لتحقيق هدفها لأنهم يعملون بها بقناعة وإقتناع وهل هناك اكثر قناعة من الحب للعمل وللزملاء وللعملاء .
وبالإطلاع على تعريفات الحب وتعريفات الإدارة نجد أنهما :
نشاط إنساني اذا اجتمعا معاً سنكون امام معادلة إيجابية متطورة تحقق إنجاز أفضل بتكاليف أقل وهذه المعادلة الأفضل في جميع المؤسسات تكاليف أقل مع إنجازأكبر .
والحب وفقاً لتعريف علماء النفس :
هو شعور فسيولوجي يؤثر على سلوك الشخص ربما إيجابا أو سلبا و هو شيء داخلي ينشأ في ذات الإنسان و يسيطر على أعضائه وحواسه .
كما أوضح التعريف اللغوي للإدارة :
أدار الشيء : تعاطاه ، تولى السهر على حسن عمله « أدار المؤسسة »

وفي علم الإدارة تم تعريف الإدارة بانها :
عملية التخطيط والتنظيم والتنسيق والتوجيه والرقابة على الموارد المادية والبشرية للوصول إلى أفضل النتائج بأقصر الطرق وأقل التكاليف المادية .
وتعتبر الإدارة من أهم الأنشطة الإنسانية في أي مجتمع، على أساس اختلاف مراحله، تطوره، وذلك لما للإدارة من تأثير علي حياة المجتمعات لإرتباطها بالشئون الإقتصادية، والإجتماعية، والسياسية.
ولأن الإدارة هي التي تقوم بجمع الموارد المالية وتوظيفها لكي نشبع بها حاجات الفرد والجماعة في المجتمع. فبالإدارة يصنع التقدم الاجتماعي، وعليها تعتمد الدول في تحقيق التقدم والرخاء لمواطنيها، والإدارة الناجحة هي الأساس في نجاح المنظمة وتفوقها على منافسيها.
الحب ليس فقط مشاعر نبيله بل أيضاً واقع عملي يتوافق بصدق مع تلك المشاعر وفي الإدارة يستلزم لتحقيق الإدارة بالحب توافر شروط واركان محدده .
شروط تحقيق الإدارة بالحب :
1- الشفافية :
تعتبر الشفافية من أهم شروط تحقيق الإدارة بالحب كونها تعزز ثقة كادر المؤسسة بقياداتها وبكيان المؤسسة وتزيل أي شبهات او إشاعات مسيئة لأن كل التصرفات الإدارية والمالية واضحة دون أي إخفاء أو تغطية فالمحب دائماً يحب ان يحب تفاصيل ومعلومات من يحب وينكسرالحب اذا انكشفت تصرفات مخفية مسيئة وكذلك الإدارة.
2- وضوح الهدف :
الهدف هوالذي يسعى لتحقيقه جميع أفراد المؤسسة وهوالعمل أوالخدمة التي تقوم المؤسسة بإنجازها ويستلزم أن يكون هناك وضوح في الهدف الرئيسي للمؤسسة والأهداف الفرعية .
3- صحة وسلامة الهيكل الإداري:
الإدارة في أي مؤسسة مكونه من عدة طبقات ودرجات مختلفة في جميع المؤسسات من أكبر مؤسسة وهي الدولة الى أصغرمؤسسة .
وهى كالتالي:
أ‌- الادارة العليا ( الإستراتيجية ) :
هي الإدارة العليا للمؤسسة ففي مؤسسة الدولة ممثلة في رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء وفي القطاع الخاص مجلس إدارة المؤسسة وهي التي تقوم بالتخطيط الإستراتيجي بخطوط عريضة دون الخوض في التفاصيل لعدم الإنشغال بالتفاصيل والإنحراف عن مهامها واختصاصاتها في التخطيط الإستراتيجي العام لإعطاء خطط للإدارات الأدنى للتحرك وفقاً لما تلامسه كون الإدارة العليا لا تلامس بشكل مباشرما يحصل في الميدان ويستلزم على الإدارات الأدنى تنفيذ رؤيتها الإسترتيجية بحب وإهتمام .
ب‌- الإدارة الوسطي ( التنفيذية ) :
هي الإدارة الوسطية مابين الإدارة العليا والإدارة الميدانية ممثلة في الوزارات والهيئات وفي القطاع الخاص إدارات الفروع وهي تقوم بعمل إشرافي على الإدارات الميدانية وتسعى لتنفيذ الخطط الإستراتيجية التي تقوم بها الإدارة العليا وتكون أكثر خططها وأعمالها اكثر تفصيلاً من الإدارة العليا مع الحفاظ على هامش مرونه للإدارة الميدانية الأدنى مع مراعاة عدم مخالفتها للخطط الإستراتيجية للقيادة العليا.
ت‌- الإدارة الميدانية :
هي الإدارة في الميدان التي تقوم بتنفيذ خطط الإدارة العليا الإستراتيجية والإدارة التنفيذية الوسطية بخطط عمل تفصيلية وهنا يستوجب أن تكون خططها أكثرتفصيلاً بما لا تتعارض مع الخطط الإستراتيجية للإدارة العليا والإدارة الوسطية ويكون لها هامش كبير ومرونة للتحرك في الميدان لأنها اكثر ملامسة للواقع .
4- توحيد المفاهيم :
يستلزم لتحقيق إنجاز اكبر بأسلوب الإدارة بالحب أن يكون هناك توحيد للمفاهيم بين جميع الإدارات وجميع أفراد المؤسسة بحيث تكون جميع مفاهيم العمل موحدة وواضحة لاتحتمل اكثر من تفسير حتى لاينحرف البعض عن هدف المؤسسة بسبب إختلاف المفاهيم وتذهب جهود كادر العمل في اتجاهات مختلفة تشتت الجهود وتؤخر تحقيق الهدف وفي الواقع العملي نجد أن المحب دوماً يردد عبارة انا أفهمه وهو يفهمني و لدينا مفاهيم مشتركة وكذلك الإدارة بالحب يستلزم أن تكون مفاهيم العمل واضحة ومشتركة بين الجميع .
وفي الأخير:
أطرح رؤية وفكرة أسلوب الإدارة بالحب لجميع البشر لتنفيذها في مؤسساتهم بشروطها وأركانها الموضحة بإعتباره من أفضل الحلول لمعظم مشاكل المؤسسات وذلك بإعتبار الحب مشاعر إنسانية نبيله يستلزم إستلهامها في الإدارة بالحب للإنجاز الأفضل.